الصحافة الجزائرية والنقابات الصحفية: بين الدفاع عن المهنة وتحديات التحول
Wiki Article
عرفتالصحافة الجزائريةمنذ الاستقلال مساراً معقداً ومتشعباً، انتقلت فيه من إعلام الدولة الموجّه إلى فضاء أكثر تنوعاً وتعدداً في الأصوات والوسائط. هذا التطور لم يكن بمعزل عن التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد، والتي جعلت من الإعلام مرآة للمجتمع ومجالاً للصراع بين حرية التعبير ومتطلبات التنظيم والمسؤولية.
الثمانينيات وصدور قانون الإعلام سنة 1990، برزت صحف مستقلة وجيل جديد من الصحفيين حملوا شعارات الحرية والرقابة الشعبية على السلطة. لكن سرعان ما اصطدم هذا الطموح بواقع معقد، تداخلت فيه الحسابات السياسية بالمصالح الاقتصادية، ما أفرز مشهداً إعلامياً هشاً في بعض جوانبه وقوياً في أخرى.
هنا برز دور النقابات الصحفية كضرورة للدفاع عن حقوق الصحفيين وتنظيم المهنة. فالنقابات لم تعد مجرد إطار احتجاجي، بل أصبحت شريكاً أساسياً في صياغة القوانين، وضمان أخلاقيات العمل، وتوفير التكوين المهني في مواجهة التغيرات الرقمية المتسارعة.
**النقابات الصحفية ودورها في حماية المهنة**
يشهد المشهد النقابي في قطاع الإعلام بالجزائر تنوعاً في التمثيل، لكنه يواجه أيضاً تحديات تتعلق بتوحيد الصف المهني والدفاع المشترك عن القضايا الكبرى، مثل الأجور، ظروف العمل، وضمان حرية الصحافة ضمن احترام القانون.
المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، على سبيل المثال، يمثل نموذجاً لنقابة مهنية تسعى إلى إرساء ثقافة الحوار بين الصحفيين والمؤسسات، وتقديم مقاربات عملية لمشكلات القطاع، بعيداً عن الشعارات. كما ساهم في تعزيز النقاش حول الرقمنة، والذكاء الاصطناعي في الإعلام، والتدقيق في الأخبار كمكوّن أساسي لحماية الأمن الإعلامي الوطني.
**تحديات المرحلة الرقمية**
التحول الرقمي غيّر قواعد اللعبة في الإعلام. فالمهنة لم تعد محصورة في الصحف الورقية أو القنوات التلفزيونية، بل أصبحت مفتوحة أمام كل من يملك هاتفاً ذكياً وحساباً على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الوضع فرض على النقابات التفكير في صيغ جديدة لحماية الصحفيين المهنيين من التهميش، والدفاع عن أخلاقيات المهنة في فضاء تتراجع فيه الحدود بين الإعلام والاتصال الجماهيري.
كما يواجه الصحفيون اليوم تحديات تتعلق بالاستقرار المهني، وضغوط الإشهار، والتهديدات الرقمية، ما يجعل من وجود نقابات قوية وفعالة ضرورة لا ترفاً.
الإنخراط في المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين